Bloggers

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

خَمْس قِصَص قَصِيْرَة جَدَّا



الأربعاء، 3 أغسطس 2011

مُجَرَّد فَضْفَضَة


اعتدت أن أقف أمام مرآتي كلما شعرت بالإختناق والكآبة التامة .. فأمارس الإرهاب علي نفسي وأبتسم .. رغم ماتحمله من ضيق
ورغم ما أحمله من مرارة وغُصة في حلقي .. لكن هذه المرة لم أستطع .. فقط وقفت أتأملني كأني لم أر وجهي منذ زمن .. تأملت
رموشي التي تقول أمي أنها طويلة ولكنها لا تبدو كذلك لأنها شقراء .. تأملت عنقي الذي تقول جدتي عنه أنه “زي الحمام ماهو الحمام
رقبته صغيرة زيك كده” أشياء لم أتعرف عليها منذ زمن ،فأري كل شيء في تغير وضئل .. كل هذا المرح الذي كنت احمله منذ عام واحد
فقط اختفي واختفي معه جنوني ودعاباتي المستمرة وضحكاتي العالية .. صرت أشعر بأني ” منطفئة ” و” باهتة ” ولا أوحي بأي
شيء سوي الملل .. جلوسي مع أهلي وأصدقائي أصبح لا يشكل فارقا .. ربما يكون الوضع أفضل لو استبدلت بقطة وديعة مسلية
.. قطة صغيرة تلعب وتجري خير مني ومن صمتي وشرودي ومللي .. كل الأشياء صارت عديمة القيمة وفارغة وأصبح لا يشعل
حماسي ولا يستهويني أي شيء.
لا أصدق أنني لم أتم عامي الثامن عشر بعد .. فقلبي أقرب لقلب عجوز فقدت كل أحبائها وباتت تنتظر الموت .. قسمات وجهي
توحي بالإنهاك .. اه يا أمي .. كم أود أن أشكو إليكي كل ذلك .. فقط أرتمي في صدرك وأبكي فتمررين يديك علي خصلات شعري
حتي أنام كما كنت صغيرة .. ولكن لن يجدي هذا .. ولن تعي وقتها أن طفلتك ليست طفلتك ،وأن قلبي الساذج لم يعد بأمكانه أن
يقفز ويختلج ويضحك .. لن تريحني نظرة شفقة أو لمسة طبطبة أو كلمة مواساة .. ولن تكفيني بعد ذلك.