Bloggers

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

أنا لا أنتمي




أنا وساهرة ...
تتعبني تلك الفكرة أثناء مذاكرة علم النفس حيث كتب الآتي: " دافع الانتماء .. يصدر هذا الدافع نتيجة لحاجة الفرد إلي جماعة كالأسر أوالأصدقاء،ويكون فيهاالفرد علاقات حميمة مع الآخرين لتساعده علي خفض توتره وحل مشكلاته " إذن .. ببساطة وصغر هذا التعريف أنا لا أحب إلي تلك العلاقات المعقدة .. ولا التواصل المقيت مع البشر.. لأن تلك العلاقات باتت تزيدني خوفاً وتوتراً .. في الفترة الأخيرة خذلني أشخاص كثيرون لأسباب مجهولة .. مربك الاحتياج .. ومربكة الشفقة التي يتعامل بها أحياناً من تحتاج إليهم .


فلنسرح قليلاً .. ونفترض أنني بحكم محل سكني أنتمي إلي هنا .. الإسكندرية .. هل تربطني بها علاقة مقدسة ؟ هل أعشق شوارعها ؟ .. الإجابة صعبة بعد كل هذا القبح والقرف .. حتي الشوارع التي كنت أسير فيها طفلة مستظلة بأشجارها ومستريحة لهدوءها تخذلني .. الأرض تخذلني كما البشر .. كل البيوت الصغيرة الجميلة تتحول إلي بنايات طويلة قبيحة خالية من أي جمال .. أين الشجر والورود؟ أين الشارع الواسع؟ أين البائع العجوز؟ أين رمال البحرالنظيفة؟ أين المدرسة القديمة؟ أين جدائل شعري؟ أين فستاني القصير؟ أين أنا؟أين الأصدقاء؟ أين نحن؟ ولماذا_بحق رب هذا العالم- نسينا أو تناسينا كل شيء؟


بعد كل هذا .. أنا لا اتفق مع الانتماء .. او ماهيته .. بعد كل هذا 


أنا لا أنتمي

الأحد، 23 أكتوبر 2011

إدراك




الشمس لن تسطع مرة أخري
شعور عارم بالأسي والألم
دوار كالذي يعتريك في أول الحب .. الفارق هنا أنه اعتراها في آخر الحب .. ولم يكن مصحوباً بلذة  أو نشوة .


اليوم تركها من اجل نفسه ، ومن أجل أخري تتلون بألف لون وتتفنن في تلطيخ وجهها بالمساحيق والأصباغ .. أخري تمتص دمه .. أخري تريد تعذيبه .. أخري تأخذ فقط .. أخري علي النقيض منها تماماً .. تلك الأخري هي بالطبع .. الدنيئة .. الدنيا.


البدايات جميلة .. جميلة ومكتملة اكثر من اللازم  .. والنهايات مؤلمة .. تقارن بين بدايتهم ونهايتهم معاً فتتذكر جملة قالتها عاهرة في رواية ما : " علي رأي المثل .. رجالة وسخة " .. هو لم يكن كذلك تماماً .. ولكنها النذالة التي تجعلها تنسي كل شيء جميل وتستبدله بالإشمئزاز من كل ما يتعلق به .. النذالة التي اسقطته من نظرها  .. والغريب أنه حتي في اللحظة التي يجب ان يكون جديراً بنسيانها .. تفتقده .
لم ولن تفهم قلبها علي كل حال .. فهي تفتقد كل من أحزنها وعذبها .. صديقتها تقول أنها بداية النسيان .. حسناً .. لنتمن ذلك.


لفترة طويلة ظلت تحتقر ذاتها وتكرهها .. لا  تنظر في مرآتها .. تتجنب الحديث معها .. ثم ادركت أن الخطأ منها .. وأنه لا توجد أخري تحب مثلها .. لا توجد أخري تضاهيها في سذاجتها وعطائها وعشطها المتجدد .. الذي لم يعد له .. كل كلماته باتت رخيصة الآن .. دعاباته سخيفة .. صوته يحمل طابع الموسيقي التصويرية لفيلم هابط .. لم يعد قلبها ملكه .. ولم يعد ملكها بالكامل 
" قلبي ليس لي... ولا لأحد. لقد استقلَّ عني، دون أن يصبح حجراً. "


تدرك الآن أن من يحب عليه أن يدرك ذلك " الحياة ليست جميلة معها .. بل الحياة مستحيلة بدونها " 

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

نماذج من عالم مريض

اليوم مفزع .. كنت نائمة وحلمت أنَّنِي أريد النهوض فأمرت أعضائي بذلك فلم تستطع ولم يتحرك مني سوي عينيّْ .. بقيت علي هذا الحال عدة دقائق حتي استطعت النهوض من نومي بالفعل .. حدث هذا بسبب صوت الشجار في الشارع .. واكتشفت في النهاية أنهم يتشاجرون لأن شخص ما كاد أن يَحُكَّ بسيارته سيارة رجل آخر .. استمر الشجار لمدة ساعة مخلفاً وراءه رجلين جريحين حاولا تهدئة الأمر .. بقيت بعد ذلك في الشرفة أراقب حركة الشارع .. لفت نظري ابنة حارس البناية التي لم تتجاوز الثلاث سنوات .. تحمل مقشة أكبر منها وتنظف الشارع .. لم تكن تقدر علي حملها وبين الحين والحين تسقط .. وددت لو حملتها علي يدي لترتاح قليلاً .. تركت الشرفة لأني سمعت صوت أخي يتشاجر مع أختي لأنها أضاعت الريموت كنترول .. تركتهم وفتحت جهاز الراديو لسماع الموسيقي ووجدت الكثير والكثير من الأغاني العجيبة التي يعد الردح أحد قوائمها الأساسية .. رباه .. أتنقل من مكان إلي آخر باحثة عن الهدوء ولا أجده .. أريد أن أفر من هنا وان يكون هذا حلماً آخر .. هذا العالم لا يشبهني علي أية حال.

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

خَمْس قِصَص قَصِيْرَة جَدَّا



الأربعاء، 3 أغسطس 2011

مُجَرَّد فَضْفَضَة


اعتدت أن أقف أمام مرآتي كلما شعرت بالإختناق والكآبة التامة .. فأمارس الإرهاب علي نفسي وأبتسم .. رغم ماتحمله من ضيق
ورغم ما أحمله من مرارة وغُصة في حلقي .. لكن هذه المرة لم أستطع .. فقط وقفت أتأملني كأني لم أر وجهي منذ زمن .. تأملت
رموشي التي تقول أمي أنها طويلة ولكنها لا تبدو كذلك لأنها شقراء .. تأملت عنقي الذي تقول جدتي عنه أنه “زي الحمام ماهو الحمام
رقبته صغيرة زيك كده” أشياء لم أتعرف عليها منذ زمن ،فأري كل شيء في تغير وضئل .. كل هذا المرح الذي كنت احمله منذ عام واحد
فقط اختفي واختفي معه جنوني ودعاباتي المستمرة وضحكاتي العالية .. صرت أشعر بأني ” منطفئة ” و” باهتة ” ولا أوحي بأي
شيء سوي الملل .. جلوسي مع أهلي وأصدقائي أصبح لا يشكل فارقا .. ربما يكون الوضع أفضل لو استبدلت بقطة وديعة مسلية
.. قطة صغيرة تلعب وتجري خير مني ومن صمتي وشرودي ومللي .. كل الأشياء صارت عديمة القيمة وفارغة وأصبح لا يشعل
حماسي ولا يستهويني أي شيء.
لا أصدق أنني لم أتم عامي الثامن عشر بعد .. فقلبي أقرب لقلب عجوز فقدت كل أحبائها وباتت تنتظر الموت .. قسمات وجهي
توحي بالإنهاك .. اه يا أمي .. كم أود أن أشكو إليكي كل ذلك .. فقط أرتمي في صدرك وأبكي فتمررين يديك علي خصلات شعري
حتي أنام كما كنت صغيرة .. ولكن لن يجدي هذا .. ولن تعي وقتها أن طفلتك ليست طفلتك ،وأن قلبي الساذج لم يعد بأمكانه أن
يقفز ويختلج ويضحك .. لن تريحني نظرة شفقة أو لمسة طبطبة أو كلمة مواساة .. ولن تكفيني بعد ذلك.

الأحد، 31 يوليو 2011

حتي الصور تُحب احيانا

إلهي .. هل تري ما أراه .. من أي سماء سقطتي يا غزالي الاشوري .. ألهي .. لقد وجدتها اخيرا .. إنها هي .. هي التي تملك كل خيالاتي وأحلامي .. هي التي لا يختلف علي جمالها إثنان كالزهور ،والندي ،والأنغام الفيروزية وكيف؟ ألا تتأمل معي تلك الصورة قليلا .. عينان مضيئتان واسعتان .. عندما تحملق بشدة في شيء ما الان استشعر فيهما حول ساحر .. سمار .. قوام فرنسي اعشقه عشقا .. شعرا مجعدا تصففينه جديا ليضفي الكمال علي تلك الصورة الساحرة .. إالهي .. كيف صنعتها؟؟

هي دوما تحملهم هكذا .. سمات أرقي من سمات الملكات وأعمق من أن توصف .. إلهي : حتي الصور تُحب احيانا.

أَلَّا تَسْتَطِيْعِيْن أَن تُطْفِئِي قَمَرَا وَاحِدَا كَي أَنَام؟
أَنَام قَلِيْلا عَلَى رُكْبَتَيْك، فَيَصْحُو الْكَلَام
لِيُمْدَح مَوْجَا مِن الْقَمْح يَنْبُت بَيْن عُرُوْق الرُّخَام؟ 

محمود درويش

حلما جميلا أنت .. حبا مستحيلا بعيد المنال انت .. سمرائي .. فعلت كل ما يليق ببطل مسرحية شكسبيرية لاكتسب حبك .. وضعت السكر في قهوتك المرة .. غمرتك بالدفء ووعدتك به إلي الابد .. أريتك كتبي .. قصاصاني .. صوري .. كل ما ألهمتني اياه وتركتك تقولين فيها ما تشاءين فسخرتي مني وسخرتي مني وسخروا مني ولم أبالي .. كلما حاولت أن أقترب أكثر تقتربين ثم تهربي .. أروي لك أشياء تجعلك تدورين كفراشة حائرة .. فتهوين سريعا ثم تهربي .. وأنا لا اعرف رقص الفراشات .. ولم استطع يوما اصطياد واحدة .. إلهي : لقد اسكرتني خمر حبها فلا فكاك ولا مناص من الهروب.

تَطِيْرِيْن مِنِّي غَزَالَا يَخَاف، وَيَرْقُص حَوْلِي. يَخَاف وَيَرْقُص حَوْلِي
وَلَا أَسْتَطِيْع الْلِّحَاق بِقَلْب يَعَض يَدَيْك وَيَصْرُخ: ظِلِّي
لَأَعْرِف مِن أَي رِيْح يَهُب عَلَي سَحَاب الْحَمَ
ام 

كان يجب أن ادرك ...
أنا روح
انت صورة 
أنا جسد
أنت صورة جسد
والأرواح لا تسكن الصور ،والمشاعر لا تعرف طريقها إلي الصور 
الأرواح تسكن الأجساد النابضة .. الأجساد الحقيقية .. الأجساد المعذبة 
أما الصور الجميلة مثلك وُجِدت لتوضع في برواز فاخر .. فيراها الناس من كل مكان وينبهرون بها 
ثم سرعان ما ينسي الجميع كل شيء وتترك صورتك لتتراكم من حولها الاتربة ،وتضيع الصور الجميلة .. واحسرتاه علي صورتي الجميلة .. واحسرتاه علي صورتي السخيفة .. واحسرتاه علي صورتي الضائعة.

وأنا .. لا اتحسر .. أنا لا ابكي علي حالي .. فأنا روح تعشق .. روح تلمس وتتلامس .. روح تحب
أنا

تَذَكَّرْت أَنِّي نَسَيْتُك. فَلْتَرْقُصِي فِي أَعَالِي الْكَلَام